ربع ساعة تأمّل

ربع ساعة تأمل

قصص ورواياتخيال

ربع ساعة تأمّل - للكاتب أحمد عبد العزيز
ربع ساعة تأمّل - للكاتب أحمد عبد العزيز

أستيقظ من النوم لأجد نفسي علي أرض ترابية في مكان مظلم لا أري شيئاً

ولا أسمع أدنى صوت غير صفير الصمت الذي كاد أن يصيبني بالصمم.

طننت أنني توفيت، ولكن عقلي لا يزال حياً.

إعتقدت بأنني أحلم، أخذت في حك يداي وأستمع لصوتهما المرتفع نسبياً..

تعودت دائماً أن أسيطر علي إنفعالاتي، وإدراكي للأمر كان تدريجياً

فلم أصاب بصدمة عصبية رغم هول الموقف وفجأته..

عرفت الآن أنه ليس بحلم، ولكني لا أعلم أين أنا، لا أعلم إن كنت فقدت بصري أم ماذا يحدث.. يدي لا أراها!

وبصوت منخفض تحدثت إلى نفسي: سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر

شعرت بالراحة والطمأنينة الآن، ولكن ماذا حدث لي؟

أين كنت بالأمس، وما الذي جاء بي إلى هنا، وأين أنا الآن؟!

في هذه اللحظة تذكرت ما حدث بالأمس،

نعم لقد كنت أجلس بمفردي وأقوم بتمارين التأمل والإسترخاء التي إعتادت عليها قبل أن أنام.

عاد إلى ظني أنني في حلم الآن، ولكن كيف يكون حلم وأنا أعي كل شئ وأفعل ما أردت أن أفعله!

فالأحلام دائماً ما تأخذك إلى ما هي تريد، وليس أنت الذي تأخذها حيث تريد.

في الحلم لا أكون بهذه الدرجة من الوعي، ولن أستطيع إستشعار كل أجزاء جسدي بهذه التفاصيل الدقيقه!

لا.. أنا بالفعل في الواقع، ولست في حلم!

مر على هذا كله أقل من خمسة دقائق

قومت من على الأرض وأنا أتحسس أي شئ بجانبي أستند إليه

لا شئ .....

حركاتي متزنة ولا يوجد أي إعياء بجسدي

علي العكس تماماً؛ أشعر بقدر كبير من الطاقة والنشاط، وليس في قلبي أدني خوف !

الآن بدأت أصيح: مين هنا ؟؟!

يا الله .. سيصيبني الصمم الآن من شدة صدى الصوت

لقد عرفت أني في مكانٍ خاوٍ خالٍ من أي شئ ومن كل شئ!

أين أنااااااا؟!

هل هذا هو الإسقاط النجمي الذي قرأت عنه من قبل؟

إن كان كذلك؛ فلم هذا الفراغ القاتل الذي أنا بداخله الآن؟!

قم، تحرك، إكسر هذا الصمت ...

الآن بدأت أسير بخطوات ثابتة سريعة إلى الأمام

أسير وأسمع خطواتي ..

تذكرت عندما تمنيت أن أعيش في هدوء بعيداً عن ضجيج الناس جميعاً

وها هي أمنيتي قد تحققت! ياليتني ما تمنيت

أتابع السير.. التراب من تحت قدمي أشعر به وأشم رائحته

أرتدي ملابسي التي كنت نائم بها (قميص وسروال)

أقوم بحك جلد إبهامي بظفر أصبعي السبابة.. هنا بدأت أتوتر

أجرح إبهامي وأشعر بالدماء تخرج منه

يالله، أين أنا؟ أين المخرج؟ السير بلا نهاية.. أين النهاية؟

أتابع السير ويزداد التوتر بداخلي

أصبحت أتنفس بسرعة أكبر

أعصابي لا تستمع لعقلي، وفقدت السيطرة عليها

أخذت في الجري

أجري وأجري وأجري

أصيح بصوتي ولا يجيبني أحد

إهدأ.. تماسك ..

لا أستطيع التماسك.. عقلي بدأ يبتعد عني هو الآخر

سأصاب بالجنون

إرتفع ضغط دمي وجرحت إبهامي الآخر

بدأ يسطو علي عقلي كل الأفكار السلبية

إنني في مأزق.. إنني هالك

أخذت أجري وأجري إلي أن سقطت في حفره عميييييييييييقة جدااااااا

أسقط وأسقط

أشعر بجسدي يسقط من أعلى

ولا أزال مستمر في السقوط

مشوار حياتي يمر أمام عيني

نعم إنها النهاية بلا شك، سأصطدم الآن أو بعد قليل

لو كان حلم لكنت الآن علي سريري مستقيظاً، ولكني مازلت أسقط ولا أزال مدركاً لهذا السقوط

عقلي يبحث عن مخرج الآن..

ماذا لو كنت سأسقط في بحيرة؟

لماذا لا أستطيع التغلب علي ما أنا فيه. أياً كان الذي أنا فيه!

هل أنا في الفضاء وسقوطي هذا يعيدني إلى الأرض؟

ماذا لو إحترقت في الغلاف الجوي إذن؟

مر وقت طويل .. ولا أزال أسقط

الأفكار تملئني، والسلبي منها أكثر من الإيجابي

بدأ ضغط الدم ينخفض بشدة

بدأت أشعر بضيق تنفس

بدأ عقلي يستسلم للأمر الواقع

لا أفكر في شئ الآن

أفكر فقط في اللاشئ

ثم غبت عن الوعي مرة ثانية

واستيقظت فوجدت نفسي في المنزل

أتناول غدائي مع عائلتي وأنا في قمة التعب والإرهاق

يحدثوني وأحدثهم

كنا نأكل سمك وأرز أبيض.. امممم الطعم لذيذ

كنت أحتاج لمثل هذه الوجبة .. كنت أتضور جوعاً .. الآن أأكل بنهم شديد

أتناول كوب من الماء، وإذ بأختي تسألني عمّا حدث وتقول لي أكمل قصتك

نعم، فقد كنت أحكي لهم ما وقعت به

سردت عليهم جميعاً الذي حدث بالتفصيل وكانوا منتبهين لحديثي جيداً

وعلامات الدهشة والإثارة علي وجوههم

قال أخي: أكيد كان حلم ومكانش حقيقي

قالت له أختي دعه يُكمل حديثه الآن

أختي الأخرى تضحك وتبتسم

أمي تضع لي ملعقة أرز إضافية في طبقي

أنا أكمل الحديث معهم، وحكيت لهم ما رأيت (لا شئ)

وقصصت عليهم ما سمعت (لا شئ)

وقصصت أيضاً أنني وقعت في حفرة شديدة العمق

كنت أؤكد لهم أنني لست بحلم وأنني كنت في الحقيقة

وقولت لهم الحمد لله، أنا بينكم الآن وأتناول غذائي وأشاهد التلفاز

سألتني أختي ولكن كيف وصلت إلي المنزل؟ وماذا بعد سقوطك في تلك الحفرة!

حينها شعرت برعشة في جسدي وإرتفع ضغط دمي، نعم أعرف الإجابه وأعرف الأحداث بشكل يقيني

والإجابة في عقلي، ولكن يعجز لساني عن النطق بها

هي ثقيلة على لساني لا أستطيع التكلم بها

الإجابة في عقلي ولكن عقلي لا يراها

أخي يقول إنه بالكاد حلم وليس حقيقي

صرخت في وجهه قلت له أنه حقيقي، ويجب أن تصدقوني!

قرع الباب فذهب أخي ليفتح

التلفاز صوته كان يعلوا ويشتت تركيزي أكثر وأكثر

ثرثرة إخوتي مع بعضهما في كلام لا أستطيع تمييزه

أمي تحضر لي كوب مياه آخر

أأخذه منها فيسقط علي ملابسي

المياه علي وجهي وصدري وملابسي

المياه علي سروالي

المياه علي المنضدة وأغرقت الأرز والسمك

المياه تجعلني أشعر بالبرد، المياه في كل مكان

يا إلهي إنه مجرد كوب ماء!

فجأه تصرخ أختي يجب أن نترك المنزل حالاً.. المنزل سيغرق خلال دقائق

أشعر بالمياه قد وصلت إلى عنقي

لا أستطيع التنفس.. تمسكت بالمنضدة بشدة..

المياه تقترب من أنفي.. أقاوم وأقاوم .. إني أغرق

وفجأه إستيقظت وجدت نفسي وحيداً في منتصف بحر لا أرى أوله ولا آخره

وجدت نفسي ممسكاً بلوحٍ خشبي يحملني من الأمواج

ظللت أكافح الأمواج ممسكاً بهذا اللوح الخشبي

أسير مع التيار.. وجدت من خلفي إعصار مائي رهيب قادم نحوي بسرعة شديدة

يبتلع كل شئ وأي شئ

تماسك .. إهدأ .. أنت تعلم أن بكل إنسان طاقة كامنة

نعم بداخل كل إنسان طاقة يستطيع أن يُخرجها في مثل هذه الأوقات الحرجة

قرأت سابقاً عن الحاسة السادسة، القدرات الخارقة، القدرة علي التخاطر، تحريك الأشياء عن بعد، التحكم بأفكار خصمك

كنت مؤمن بكل هذا، وأعلم أنه موجود بالفعل

ما هو الحسد؟

هو طاقة سلبية تخرج من العين بإتجاه المحسود فيصيبه بالأذى

فكم من مرة إحترق المصباح عندما قومت بإشعاله في أثناء غضبك!

كذلك كل شئ نفعله محكوم بالطاقة التي تخرج منا

كم مرة تذكرت فلان في خيالك.. مجرد أنه أتي على خاطرك

وفي اليوم التالي رأيته في الحقيقة أو إتصل بك!!

أهذه صدفة أم أنه نوع من التخاطر؟

هل صادفت يوماً ما موقف إنفعالي جعلك تشعر بأنك ذو قوة خارقة؟

لماذا في الإنفعال والغضب الشديد أستطيع أن أكسر منضدة خشبية صلبة بسيف يدي دون ألم؛ وفي ظروفي العادية تؤلمني يدي لمجرد محاولة تكراري لهذا الفعل!

ماذا عن السقوط في الظلام؟

ماذا حدث لي؟ هل توقعي الإيجابي بأني سأسقط في بحيرة كان له سبب في هذا؟

يقول الله عز وجل في الحديث القدسي: أنا عند ظن عبدي بي فإن ظن بي خيراً فله، وإن ظن بي شراً فله.

الظن الحسن بالله.. بمعني آخر "التفكير الإيجابي" دائماً

ربنا مش هيخذلني.. ربنا معايا.. ربنا هينقذني

كنت أسقط وبداخلي العديد من الأفكار السلبية

وفي لحظات القلق والخوف يزداد التفكير السلبي في الشخص ضعيف الإيمان

ويرسم بداخل عقله الواعي واللاواعي سيناريوهات عديدة مؤلمة وقاسية

كافية أنها تهلكه وتقلب حاله رأساً علي عقب!

نعم صحيح، وأنا أسقط جائتني هذه الفكرة الإيجابية وبالفعل قد تحققت

الآن سقطت في بحيرة والآن أنا ممسك بلوح خشبي كي لا أغرق فأنا لا أستطيع السباحة

ولكن لماذا ظهرت هذه الدوامة العنيفة والتي أوشكت علي الإقتراب مني والتي سوف تبتلعني!

هل بسبب توقعي للمعاناة فأنا أعاني كل هذا!

هل في أعماقي الخفية أتمنى حدوث الأزمات حتى تكون أعذاراً فيما بعد لفشلي!

ماذا لو توقعت العيش بسهولة وسكينة!

هل أستطيع أن أحسن الظن بربي دائماً؟

لماذا نجد شخص نقول عليه محظوظاً سعيداً وشخص آخر نقول أن طائر البومة أكثر حظاً منه!

هذا بفعل الشخص نفسه

شخصان مقدمان علي إمتحان.. وهناك فصلان في الكتاب

ولا وقت كاف لمذاكرة الفصلان معاً

إختار أحدهم مذاكرة الفصل الأول

وإختار الآخر مذاكرة الفصل الثاني

جاء الإمتحان من الفصل الثاني

نجح الشخص الثاني ورسب الشخص الأول

فلماذا يأتي الإمتحان من الفصل الثاني؟

وما الذي جعل الثاني يتجه لحفظ الفصل الثاني بدلاً من الأول؟

الله الذي جعل الثاني يدرس الفصل الثاني

وهو الذي جعل الشخص الأول يذاكر الفصل الأول

فالثاني ظن خير بربه أن الإمتحان بمشيئته سيأتي مما درسه وتوقعه

أما الآخر ظن أنه راسب من قبل أن يبدأ مذاكرة من الأساس

فنال كل منهما ظنه في الله!

ولكن ما هذا الفراغ واللاشئ الذي كنت فيه؟

وما هي تلك الحفرة العميقة كل هذا العمق وأين توجد؟

الآن هل أنا أحلم أم لا؟

أترك نفسي للأمواج تلقفني أم أواجه وأكمل المسيرة بدون إستسلام؟

أنا علي يقين أني سأتجاوز محنتي ومعاناتي هذه وسأفوز في النهاية

ولكن الآن؟ ماذا الآن؟ هل ستستمر المعاناة كثيراً؟

هل بدون معاناة سنشعر بقيمة الفوز؟

تمنيت ذات يوم أن يأتي موقفاً يزيد من طاقتي الداخلية ويجعلها تنمو لأستخدمها في هذا الموقف

ولا شك أن الآن هو الموقف الأكثر تعقيداً، فأنا لا أملك سوي نفسي واللوح الخشبي والإعصار المائي يقترب مني وأراه بعيناي

ماذا سأفعل؟

يالله كن معي

الإنسان يمتلك قوة وطاقة بداخله تجعله يفت الحديد بيداه

ولكن هذه الطاقة لا تظهر في أي وقت

هذه قدرات وضعها الله في البشر بنسب متفاوتة

هناك أُناس يدركونها ويؤمنون بها وآخرون لا يلقون إليها بالاً

أنا شخصياً أؤمن بها

توكلت علي الله ... أخذت أسبح مع التيار بكل ما أوتيت من قوة هروباً من هذا الإعصار

شعرت بتصلب عضلات جسدي كلها

كانت الأمواج شديدة جداً

تركت اللوح الخشبي وكنت أسبح مبتعداً عن الإعصار والذي كان يقترب مني

بالطبع لست في حلم.. إنني في الحقيقة ولا أعلم مصيري ولا أعلم إلى أين سينتهي بي الحال

ولكني لن أستسلم

سأظل سابحاً مع التيار إلى أن تأتي النجدة من عند الله

أسأل نفسي أنا أقوي أم الإعصار؟

نعم أنا أتحدي إعصار مائي شديد سريع يبتلع كل ما يواجهه ويغرقه ويهلكه

نعم قبلت التحدي.. نعم أستطيع

أخذت أسبح وأسبح وأخرج كل قوتي وطاقتي من جسدي

وظللت أهرب من هذا الإعصار القاتل، ولايزال يهرول خلفي

كنت أسبح بسرعة عالية سرعة رهيبة..

أعوم بخفة وسهولة وسرعة كأني أسبح في بحيرة صغيرة وليس محيط ضخم كهذا!

فجأه صدمت من الواقع!

ما هذا؟

كيف أسبح الآن وأنا لم أنزل أي بحر في حياتي من قبل!

أنا لا أعرف العوم ولا حاولت السباحة يوماً، ولكن أنظر لنفسي الآن!

كيف فعلت هذا؟

لم ألتفت كثيراً إلى قدراتي والتي لا شك أنها نتاج الطاقة الداخلية والرغبة الذاتية في تنفيذ اللامعقول!

نعم.. أنا أفعل اللامعقول الآن وأعلم أنه غير معقول وأعلم أنني قادر بأستطاعتي على جعله معقول!

ثبات القواعد خطأ، وكل قاعدة لها شواذها

أحياناً التفكير بمنطقية يفسد ما نقوم به

لو استسلمت لحظه للمنطق الذي يثبت لامعقولية ما أفعله؛ سأفشل حينها في فعله

المنطق عدوي الآن مثل الإعصار ويجب أن أتخلص منهما معاً!

أحسست بالتعب والإرهاق بشدة.

ألتفت خلفي لأري الإعصار قادم نحوي لا محالة

استدرت وقررت أن أواجهه بدلاً من أن أهرب منه

استجمعت قوتي وطاقتي واستعديت لقفزة قوية كبيرة

قفزة لامنطقية

أنا الآن أشعر بالطاقة تدفق بداخل جسدي ويزداد الإدرينالين ويرتفع ضغطي

أنا الآن أقرر أن أفعل المستحيل!

أتخيل نفسي أني أقفز وأتجاوز ذلك الإعصار بقوتي وطاقتي التي أخرجها وتفكيري الإيجابي

أحسن الظن بربي أني سأنجح وسأفعلها

أيها المنطق ابتعد عني لا أريد أن ألتفت إليك فالإعصار قادم نحوي وأنا الآن بين نهايتين

سأختار النهاية الأفضل وأعلم أن الله سيوفقني لها

اقترب أكثر.. أنا علي أتم الإستعداد للقفز.. نعم سأقفز وسأخترق الإعصار وسأعبر للجهة المقابلة، وسيكمل هو بعيداً عني

(هكذا يكون التصور الإيجابي للأحداث)

الآن وقد تحفزت قوتي كثيراً للقفز ومواجهته

يا اللــــــــه..

أستند علي الماء وأقفز برأسي وجسدي ويدي وأرجلي من سطح البحر مغمضاً عيناي

أركز علي الإرتفاع فقط مع التقدم عكس التيار

بكل ما عندي من قوة وطاقة نجحت في القفز والإرتفاع! فهل سأكتفي بالقفزة أم سأكملها لكي أخترق الإعصار الآن!

لا يجب أن تقل طاقتي أو تقل همتي، فأنا أنجزت نصف الطريق، يجب أن أكمل وإلا سيبقى إنجازي بلا أي جدوى!

يجب أن أخترقه.. ولكنه قوي وشديد

يجب أن أستحضر طاقة أكبر فأكبر تمكنني من إختراقه والإبتعاد عنه!

يا اللـــــــه..

ها أنا بداخل الإعصار طائراً مخترقاً هذه العاصفة تاركها خلفي تكمل خط سيرها بأمان

لم أؤذيها ولم تؤذيني

حقاً تجربة مثيرة.. أشعر الآن أني أصبحت شخصاً غير عادياً

شخص لديه قدرات خارقة

أعلم أنني عندما أذهب الي المنزل لن يصدقني أحد

ولكني في نظر نفسي شخصاً قوياً لديه إرادة وعزيمة قوية استطاع أن يتغلب علي معاناته وظروفه، استطاع أن يتغلب على المستحيل والمنطق!

أعيش في هذه الدنيا بالظن الحسن في الله

كان الله مصدر توفيقي ونجاحي برغم لا منطقية الأحداث واستحاله اجتياز عقباتها

ولكن الله يقضي ما يشاء

ها أنا الآن فعلتها وأستمر في السباحة وحدي عكس التيار

إلى أن رأيت سفينة ضخمة قادمة نحوي..

اقتربت منها فوجدت قائدها ينظر إلي ويناديني باسمي!

وجدت فتاة تُلقي بالشباك عليّ وتريد أن ترفعني

انتظري أيتها الخرقاء.. ألم تجدي غير الشباك لتلقيها عليّ؟!

توقفي أرجوكي فالشباك تكتفني وتؤذيني

ماذا بكِ ألا تسمعين؟!

أرجوكي الشباك تخنقني

أحاول التخلص من الشباك ولكن دون جدوى

أصبحت مشلول الحركة الآن وفجأة..

أتقلب على سريري لأجد أمي تغطيني وتكتفني ببطانية أخرى سميكة

غير التي كانت عليّ وأنا نائم

صحوت من نومي ونظرت لها بحدة وقولت:

حرام عليكي إنتي بتخنقيني كدة مش بتغطيني!

وأدرت ظهري لها وأكملت نوم ^_^